×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

لكن تكون لهم العاقبة، فلو انتصروا دائمًا، دخل معهم المؤمن وغيره، ولم يتميزوا، ولو انتصر غيرهم دائمًا، لم يحصل المقصود.

*****

الكافرين، فإن الامتحان والابتلاء يبين الصادق من المنافق، ولا يصمُد إلا الصادق في إيمانه.

فَجَرَت سنة الله سبحانه وتعالى في أن الرسل وأتباعهم يُدال عليهم تارة، وينتصرون تارة كما قال تعالى: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ [آل عمران: 140]؛ تكون العاقبة للمؤمنين، ولكن بعد الابتلاء والامتحان، ولهذا لما سأل هرقل عظيم الروم أبا سفيان -وكان مشركًا-، فَقَالَ: «... قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قُلْتُ: الحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ» ([1]).

وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم؛ أنه جرى عليه ما يجري على الأنبياء وأتباعهم.

دخل معهم المؤمن الصادق، والمنافق الكاذب.

أي: أنه إذا انتصر العدو دائمًا، لم يحصل المقصود، وهو النصر للإسلام وللمسلمين، ولهذا جرت حكمة الله عز وجل بالمداولة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7).