لكن تكون لهم
العاقبة، فلو انتصروا دائمًا، دخل معهم المؤمن وغيره، ولم يتميزوا، ولو انتصر
غيرهم دائمًا، لم يحصل المقصود.
*****
الكافرين، فإن
الامتحان والابتلاء يبين الصادق من المنافق، ولا يصمُد إلا الصادق في إيمانه.
فَجَرَت سنة الله
سبحانه وتعالى في أن الرسل وأتباعهم يُدال عليهم تارة، وينتصرون تارة كما قال
تعالى: ﴿وَتِلۡكَ
ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [آل عمران: 140]؛
تكون العاقبة للمؤمنين، ولكن بعد الابتلاء والامتحان، ولهذا لما سأل هرقل عظيم
الروم أبا سفيان -وكان مشركًا-، فَقَالَ: «... قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟
قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قُلْتُ: الحَرْبُ
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ» ([1]).
وهذا من علامات
نبوته صلى الله عليه وسلم؛ أنه جرى عليه ما يجري على الأنبياء وأتباعهم.
دخل معهم المؤمن
الصادق، والمنافق الكاذب.
أي: أنه إذا انتصر العدو دائمًا، لم يحصل المقصود، وهو النصر للإسلام وللمسلمين، ولهذا جرت حكمة الله عز وجل بالمداولة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7).