×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

قال الله تعالى: ﴿مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ [آل عمران: 179]؛ أي: ما كان الله ليذركم على هذا من الْتِباس المؤمنين بالمنافقين، حتى يَميزهم.

*****

 قوله تعالى: ﴿مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ؛ أي: من عدم التميز بين المؤمن والمنافق، بل لا بد أن يجري سبحانه وتعالى ما يميز الصادق من الكاذب في إيمانه.

فقوله: ﴿مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ؛ أي: يتركهم على ما هم عليه من النعمة والنصر.

وقوله: ﴿حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ؛ حتى يتبين الخبيث في عقيدته من الطيب في عقيدته، وذلك بما يجري من الامتحان؛ فالمؤمن هو المؤمن عند النعمة وعند المصيبة؛ «إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» ([1])، هو مؤمن لا يتغير، بخلاف المنافق؛ فإنه مع النعمة يظهر الإيمان والمودة، لكن إذا جاءت الشدة، انكشف، وظهر نفاقه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ [الحج: 11]، هذه حكمة الله سبحانه وتعالى؛ أنه يجري المصائب على المسلمين؛ ليتميز الدَّخيل الذي يدخل معهم من أجل أن ينال من الدنيا ما ينال، بينما ليس في قلبه إيمان.

أي: حتى يفرق بينهم، ويتبين المؤمن من المنافق.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2999).