×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ [آل عمران: 179]، الذي يميز به، بل يريد -سبحانه- أن يميزهم تمييزًا مشهودًا.

*****

قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ [آل عمران: 179]؛ أي: أنتم لا تعرفون المنافق، فالناس لا تعرف المنافق، إلا إذا جاءت الفتن، تبين المنافق، ولو تركوا، فإن المؤمنين لا يعرفون المنافق؛ فهم يثقون فيه، لكن إذا جاءت الفتن، تميز، فعرفوه، وتجنبوه، وحذروا منه، وعلموا من هو المنافق بما يحصل من الامتحان، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله، وإنما يحصل التميز عند المصائب.

الله يعلم من هو الخبيث من الطيب، ويعلم المؤمن من المنافق، ولكن الناس لا يعلمون ذلك، والله عز وجل لم يطلعهم على الغيب، وإنما يجري هذه الحوادث؛ من أجل أن يتبين الصادق من الكاذب.

قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ، وإنما يُعلم هذا بالمشاهدة، حين تحصل الفتن، يتميز أهل الإيمان من أهل النفاق؛ ليعرفوا هذا من ذاك؛ لأن المسلمين لا يعلمون الغيب، ليس لهم إلا الظاهر.

وقال تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجۡتَبِي مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُۖ [آل عمران: 179]؛ أي: أن الله -سبحانه- لا يُطلع أحدًا على شيء من غيبه إلا الرسل؛ معجزة لهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا [الجن: 26- 27]، فإنه يطلعه على شيء من الغيب؛ معجزة له، فهذا من خصائص الأنبياء؛ الاطلاع على بعض الغيوب،


الشرح