×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

يضمحل معها الحق اضمحلالاً لا يقوم بعده، فقد ظن به ظن السوء، ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله وصفاته.

ومن أنكر أن يكون ذلك بقدره، فما عرفه ولا عرف مُلكه، وكذلك من أنكر الحِكمة التي يستحق عليها الحمد في ذلك،

*****

وهذا لا يمكن أن الحق يضْمحل اضمحلالاً لا يقوم بعده، بل لابد أن يقوم الحق، وإذا حصل عليه وعلى أهله شيء، فلابد أن ينتصر الحق في المستقبل، ولابد أن يقوم به من ينصره الله عز وجل.

من ظن أن الله يمحو الحق، ويُسلط الأعداء، ويقطع الحق قطعًا مستمرًا، فهذا قد ظن بالله عز وجل ظن السوء، قال تعالى: ﴿وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ.

من قال كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ [آل عمران: 154] -أي: رد الأمر إليه، ونفى القَدَر-، فإنه قد أساء الظن بربه عز وجل، وظن به ظن السوء.

من الفِرق - الأشاعرة وغيرهم من ينكرون الحكمة، ويقولون: إن الله عز وجل لا يفعل هذا لحِكمة، وإنما يفعلها للمشيئة فقط -لمشيئة مجردة-؛ فهو سبحانه وتعالى يجوز أن يعذب المؤمن عذابًا مؤبدًا، وأن يُنعِّم الكافر نعيمًا مؤبدًا؛ لأن هذا راجع إلى مشيئته. وهذا خلاف الحكمة الإلهية؛ إذ لا يُمكن أن الله يُنعِّم الكافر، ويُعذِّب المؤمن، هذا يخالف حكمة الله عز وجل.


الشرح