×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

بل زعم أنها مشيئة مجردة، فذلك ظن الذين كفروا، ﴿فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ [ص: 27].

وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله، وعرف أسماءه وصفاته وموجب حمده وحكمته،

*****

هم يقولون: إن أفعال الله عز وجل ليست لحكمة، وإنما هي لمجرد المشيئة فقط، وليس فيها لحِكمة، ولذلك يجوِّزون على الله أن يعذب المؤمن تعذيبًا مؤبدًا، ويُخلّده في النار، وأن يُنعِّم الكافر تنعيمًا مؤبدًا؛ لأن هذا يرجع إلى مشيئته، والله عز وجل يفعل ما يشاء، يفعل ما يشاء -سبحانه-، ولكن لحِكمة ومشيئة، وليس لمشيئة فقط.

الذين ينفون الحكمة عن الله عز وجل، وأن أفعاله ليست مبنية على الحكمة، بل على المشيئة فقط، هذا ظن السوء، وهذا ظن الذين كفروا.

يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وما يجري عليهم، وما يجري على غيرهم، ولا يردون هذا إلى حكمة الله عز وجل، وأنه فعله لحكمة.

لا يعرف هذا إلا من عرف الله حقيقة المعرفة، وعرف أسماءه وصفاته حقيقة المعرفة؛ فإنه يعرف أنه لا يجري شيء إلا لحكمة بالغة، لا يجري شيء عبثًا أو اعتباطًا أبدًا، هذا بالنسبة للمخلوقين، بعض المخلوقين هو الذي يتخبط، لكن الله جل وعلا أبدًا لا يجري شيء في


الشرح