ومن قنط من رحمته
-سبحانه-، فقد ظن به ظن السوء.
*****
ملكه، إلا بمشيئته، ولحكمة عظيمة -عرفناها، أو
لم نعرفها-، نؤمن بحكمة الله عز وجل في كل شيء.
من قنط من رحمة
الله، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا
تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ
إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]، فبعض الناس
يأتي إليه الشيطان، ويقول له: أنت أكثرت من الذنوب، ليس لك توبة، كيف تتوب وأنت قد
فعلت كذا وكذا؟! ألا تستحي من الله ؟ !! ثم يمنعه من التوبة -والعياذ بالله-.
قال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ
ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ
ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ
ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].
قوله: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ
ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ﴾؛ أي: مهما أسرفت، لا تقنط من رحمة الله، تب إلى الله،
والله يغفر لك.
قال تعالى: ﴿وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ
رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا
تُنصَرُونَ﴾ [الزمر: 54].
فقوله: ﴿وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ
رَبِّكُمۡ﴾ لا بد من الإنابة، لا يكفي أنك لا تقنط من الرحمة، وترجو الرحمة، وتستمر
على الذنوب، هذا الرجاء مذموم، لكن لابد أن يكون الرجاء معه توبة، ومعه فعل
الأسباب.
هناك من الناس من يعتمد على الوعيد فقط -وهم الخوارج-؛ فيقنط من رحمة الله، وهناك من الناس -أيضًا- من يعتمد على الرحمة فقط -وهم المرجئة-؛ فيترك العمل، ويترك التوبة، وكلا الفريقين على باطل.