×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وكذلك من ظن أنه لا يثيبهم ولا يعاقبهم، ولا يبين لهم ما اختلفوا فيه، وكذلك من ظن أنه يضيع العمل الصالح بلا سبب من العبد، ويعاقبه بما لا صنع له فيه، أو جوز عليه أن يؤيد أعداءهُ بالمعجزات التي يؤيد بها.

*****

 المطلق، ومشيئتهم المطلقة، وليس لله جل وعلا دخل في ذلك، فهذا ظن المعتزلة الذين ينفون القدر، ويقولون: إنه ليس الإيمان والكفر مقدرين، وإنما الإنسان يفعلهما باختياره المطلق؛ إذ ليس الله جل وعلا دخل في ذلك، ولذلك سموا بالقدرية؛ لأنهم ينفون القدر،

ويغلون في إثبات إرادة العبد ومشيئة العبد، وينفون القدر. نعم، العبد له مشيئة، وله قدرة، وله إرادة، لكنها مربوطة بمشيئة الله جل وعلا، قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [التكوير: 29].

فالله سبحانه وتعالى له مشيئة، وكذلك العبد له مشيئة، وله إرادة، ولكن مشيئته بعد مشيئة الله عز وجل، ليست مستقلة؛ كما تقوله المعتزلة.

من ظن أن الله عز وجل لا يُثيبهم على طاعاتهم، ولا يعاقبهم على معاصيهم، وأنهم أحرار في ذلك، فقد ظن بالله ظن السوء؛ إذ إن الله عز وجل يثيب المؤمنين، ويعاقب الكافرين، ويثيب على الطاعات، ويعاقب على المعاصي، هذا مقتضى حكمته سبحانه وتعالى.

كما سبق يقولون: إنه يجوز على الله سبحانه وتعالى أن يُعذِّب المؤمن الذي أفنى عمره في الطاعة والعمل الصالح، وأن يُنعِّم الكافر الذي أمضى عمره في الكفر والمعاصي؛ لأن هذا راجع إلى مشيئة الله، وليس عندهم حكمة يثبتونها لله عز وجل، فهذا من سوء الظن بالله.


الشرح