هناك الخرافيون
والمشعوذة الذين يقولون: إن ما يجري على أيدي الكُهَّان والسَّحرة والمشعوذين من
الخوارق معجزات؛ مثل ما يجري على أيدي الرسل، فهم لا يفرقون بين المعجزة وبين
الخارق الشيطاني، لا يفرقون بين هذا وهذا، كلهم أولياء الله عز وجل عندهم؛ يمشي
على النار، يقولون: إن هذا ولي.
وهو بالفعل لم يمش
على النار، لكنه يروج على الناس، تحمله الشياطين، يمشي على البحر، فيقولون: إن هذا
ولي من أولياء الله. لم يمش على البحر، بل الشياطين حملته، وطارت به، لا ترونهم؛
فهذا خداع وغرور.
وليس هذا مثل
الأنبياء والرسل، الذين أجرى الله عز وجل على أيديهم المعجزات التي لا تكون لغيرهم
أبدًا.
وأما هذه، فتكون
خوارق شيطانية، تكون لأولياء الشيطان، يطير بهم في الهواء، يمشي بهم على الماء،
يحضر لهم الشيء البعيد، يخبرهم بأشياء لا يعرفونها؛ من أجل هلاكهم واستدراجهم، فلا
يستوي هذا وهذا.
وأنتم قد قرأتم كتاب «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ([1])، وقد ذكر في هذا الكتاب هذه الأمور؛ لأن هناك من يخلط، ويقول بأن كل ما جري على يديه خارق، فإنه ولي.
([1]) لشيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- شرح ممتع على كتاب: (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)، وهو مطبوع، ولله الحمد.