×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وأنه يَحْسُنُ منه كل شيء حتى يُخَلِّدَ في النار من أفنى عمره في طاعته، ويُنعم من أنفذ عمره في معصيته، وكلاهما في الحسن سواء، لا يُعرف امتناع أحدهما إلا بخبرٍ صادقٍ.

*****

نقول: لا، الخارق يختلف؛ منه ما هو كرامة لأولياء الله، ومنه ما هو شيطاني على يد الشيطان؛ ليضر بني آدم؛ لذا لابد من التفريق بين هذا وهذا.

هذا سبق؛ أنه لا فرق بين المؤمن والكافر؛ لأن هذا راجع إلى مشيئة الله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى الذي ينعم، ويعذب بدون حكمة، إنما لمجرد المشيئة، وفي هذا سوء ظن بالله عز وجل.

هؤلاء الذين ينفون التحسين والتقبيح العقليين يقولون: إن العقل لا يدل على شيء، وإنما هذا راجع إلى مشيئة الله. وهذا باطل، العقل يدل على شيء، ولكن لا يستقل؛ إذ لابد له أن يرتبط بالشرع، وإلا فإن العقل يدرك الضار، ويدرك النافع، بخلاف المجنون، الذي ليس عنده عقل، ألا ترون الفرق بين العاقل والمجنون؟!

العاقل يتصرف تصرفات طيبة، وأما المجنون، فيتخبط؛ لأن ليس عنده عقل، فالعقل نعمة من عند الله عز وجل، لكنه لا يستقل -كما تقول المعتزلة-، المعتزلة غلوا في العقل، حتى جعلوه إلهًا، وغير المعتزلة أساؤوا في نفي العقل، وأنه لا تصرف له، وأنه لا فائدة منه، وإنما هذا راجع إلى مشيئة الله عز وجل فقط.

وهذه المسألة يسمونها مسألة التقبيح والتحسين العقليين، والوسط فيها أن نقول بأن العقل له إدراك، وله مفعول، ولكنه لابد من أن يرتبط


الشرح