وكذلك من ظن أنه
أخبر عن نفسه وصفاته وأفعاله بما ظاهرهُ باطل،
*****
بالشرع، لا يستقل
بمعرفة الحسن والقبح، لا يستقل بهذا، لكنه يدرك نوع الحسن ونوع القبح، لكنه لا
يشرع.
فعندهم ما دل عليه
العقل يصير شرعًا، وما دل على حسن يصير واجبًا، وما دل على قُبح يصير مُحرّمًا؟!!
لا، نقول: إن هذا
راجع إلى مشيئة الله، وتقديره، وحكمة الله سبحانه وتعالى، فالله هو الذي خلق
العقل، وأعطاه الإنسان؛ ليميز به بين الضار والنافع.
فهناك قوم غلوا في
العقل، وأعطوه كل شيء، وقوم أساؤوا مع العقل، ونفوا أن له ميزة، أو له قيمة، وأن
هذا راجع إلى مشيئة الله عز وجل فقط.
هؤلاء المؤولة
-مؤولة الأسماء والصفات-، الواجب أن تجرى الأسماء والصفات على معانيها، وعلى
ظاهرها؛ لأن الله عز وجل أراد ذلك، وأخبرنا بها، وهو -سبحانه- يريد أن يوصف بها،
وأن يدعى بها، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180].
الجهمية والمعتزلة
والأشاعرة يقولون: إن الأسماء والصفات ليس لها معانٍ؛ لذا لابد أن تؤول عن ظاهرها؛
الرحمة بإرادة الإنعام، والغضب بإرادة المعاقبة، وما أشبه ذلك من ترهاتهم.
يؤولون الأسماء والصفات على غير معانيها، ويحرفونها، ولذا قال سبحانه وتعالى: ﴿وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].