×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

لذا فإن الواجب هو أن نثبت الأسماء والصفات على ما يليق بجلال الله وعظمته؛ إثباتًا بلا تمثيل، وننزه الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين؛ تنزيهًا بلا تعطيل، وسط في هذا، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.

وهؤلاء الفرق الضالة قد تكلموا في الأسماء والصفات بها تعلمونه من التأويل، ومن التخبط، ومن التفويض؛ بعضهم يقولون: لا نفسرها، وإنما نكلها إلى الله، ولا نفوضها، لكن نعلم أنه ليس لها معانٍ نعرفها، وإنما هذا إلى الله.

هذا كلام باطل -أيضًا-؛ هل الله يتعبدنا بشيء لا نعرف معناه، أي: بألغاز؟! هذا غير ممكن، هذا ينافي حكمة الله عز وجل، الأسماء والصفات لها معانٍ، ولها آثار، لكنها على ما يليق بجلال الله، فهي ليست كأسماء المخلوقين وصفات المخلوقين، وإن اشتركت في المعنى، لكن تختلف في الحقيقة والكنه:

فصفة البصر: الله بصير، والمخلوق بصير -أيضًا-، ولكن بصر الله عز وجل غير بصر المخلوق، بصر الله يليق به -سبحانهُ-، وبصر المخلوق يليق بالمخلوق، لكن لا نخلط بين هذا وهذا.

صفة العلم: الله جل وعلا له علم، والمخلوق له علم، لكن مع الفرق، وهكذا في جميع الأسماء والصفات؛ تشترك في المعنى، لكن تختلف في الكيفية والحقيقة.

فقوله: «وكذلك من ظن أنه أخبر عن نفسه وصفاته وأفعال بما ظاهره باطل»؛ كما تقول بذلك المؤولة والمحرفة، يقولون: لو وصفنا الله بها، لكان هذا باطل؛ لأن هذه للمخلوقين، فنحن شبهنا الله عز وجل


الشرح