وأنه ترك الحق لم
يُخبر به إلا برمزٍ من بعيد، وصرح دائمًا بالباطل، وأراد من خلقه أن يتعبوا
أذهانهم في تحريف كلامه، وأحالهم في معرفة أسمائه وصفاته على عقولهم، لا على
كتابه، بل أراد أن لا يحملوا كلامه على ما يعرفون من لغتهم مع قدرته على التصريح
بالحق، وإزالة الألفاظ التي توقع في اعتقاد الباطل،
*****
بخلقه، إذا أثبتنا
الصفات، والمخلوقون لهم الصفات، فنكون قد شبهنا الله بخلقه.
فسبحان الله، نشبه
الله عز وجل بخلقه إذا أثبتنا له ما أثبته لنفسه سبحانه وتعالى !!
ونحن لا نشبهه
بخلقه، بل نقول كما جاء في قوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11].
فالله عز وجل لم ينف
الاسم، فقال تعالى: ﴿وَهُوَ
ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾، أثبت لنفسه سبحانه وتعالى السمع والبصر، ولكنه قال: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾؛ أي: ليس كسمع
المخلوق، وليس كبصر المخلوق، خذ هذه الآية كمقياس في الأسماء والصفات.
تحريف كلامه سبحانه
وتعالى وتأويله في الأسماء والصفات، أو في الشرع، أو في غير ذلك.
لكنه سبحانه وتعالى يريد أن يمتحنهم، وإلا فهو لم يرد معانيها، لكنه أراد أن يمتحنهم: هل يفوضونها، أو يؤولونها، أم أنهم يجرونها على ظاهرها؟ هذا امتحان، صار إجراؤها على ظاهرها امتحانًا، وليس هذا بصحيح، لابد من تأويلها، هكذا يقولون.