×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

منه هذا الفعل، والكافر لم يرد الله منه الكفر، وكذلك العاصي لم يرد الله منه المعصية، وإنما العبد هو الذي فعلها، وأوجدها بدون أن يكون له عز وجل تقدير في ذلك. يقولون: إن العبد يخلق فعل نفسه.

هؤلاء ظنوا بالله سبحانه وتعالى ظن السوء، فإذًا يكون في ملكه ما لا يريد، وأن هناك في ملك الله ما لا يدخل تحت إرادة الله ومشيئته، مع أن إرادة الله عامة، ومشيئة الله عامة.

فهم يريدون أن ينزهوا الله -بزعمهم- عن الظلم؛ أنه كيف يقدر عليه الظلم، ثم يعذبه؟ وكيف أنه -سبحانهُ- يقدر عليه المعصية، ثم يعذبه؟ هكذا يقولون، ولم ينظروا إلى أن العبد هو الذي فعل، وهو الذي كفر، وهو الذي أشرك، وهو الذي عصي بمشيئته واختياره، لا ينظرون إلى هذا.فالله عز وجل لا يعذب من لا يستحق العذاب؛ حتى يوصف جل وعلا بالظلم، وإنما يعذب الناس على أقوالهم وأفعالهم التي فعلوها باختيارهم؛ كفروا، وفسقوا، وعصوا، وأذنبوا باختيارهم وإرادتهم ومشيئتهم، والله سبحانه وتعالى قدر عليهم ذلك؛ عقوبة لهم، وأملى لهم، وأمهلهم عقوبة لهم؛ من باب الجزاء عل فعل العبد، فالله -سبحانه- منزه عن الظلم، وتعذيبهم على هذا ليس من الظلم، وإنما هذا على أفعالهم وعلى إراداتهم واختياراتهم ومشيئتهم، هم الذين فعلوا هذا.

الله عز وجل يكون ظالمًا لو عذبهم على شيء لم يفعلوه، وأما إذا عذبهم على شيء فعلوه باختيارهم، فتعذيبه لهم عدلٌ منه سبحانه وتعالى، وليس ظلمًا.


الشرح