×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومن ظن أنه كان معطلا من الأزل إلى الأبد عن الفعل، ولا يوصف به حينئذ، ثم صار قادرًا عليه، فقد ظن به ظن السوء.

*****

 هذا في المعطلة، الذين يقولون: إن الله عز وجل لا يوصف بصفات أزلية، إنما هذه الصفات لم يكن متصفًا بها في الأزل، ثم إنه -سبحانه- اتصف بها بعد ذلك، ما السبب في ذلك؟

قالوا: لأننا لو قلنا: إن هذه الصفات أزلية، لشاركت الله عز وجل في الأزل والقدم، والله لا شريك له، لم يكن له صفات ولا أفعال، ثم إنه سبحانه وتعالى بعد ذلك اتصف بهذه الأفعال وبهذه الصفات؛ لأنه لو وصفناه بها أزلاً، للزم الشرك. وهذا من أعجب العجب.

الصفات تشارك الله عز وجل ؟!! من قال بهذا؟! الله ليس له شريك من خلقه، فهل صفاته -سبحانه- من خلقه، مخلوقة؟!!

لا، يعني الله خلق صفاته؟!! لا، فالله جل وعلا بصفاته أزلي قديم، باق أبدًا، لم يمض عليه وقت ليس له صفات، ثم اتصف بهذه الصفات -كما يقولونه-، ولا يلزم من قدم الصفات معه أنها شريكة له، كيف الصفات تشارك الموصوف ؟!! الصفات لا تشاركه، إلا إذا كانت مخلوقة، والله عز وجل لا شريك له، الله جل وعلا بصفاته وأفعاله لا شريك له، أما أن يعطل من أسمائه وصفاته، ثم تحدث له هذه الأمور -بزعمهم لنفي الشرك-، وشاركت الله في القدم والأزل، فهذه شبهة باطلة؛ الله سبحانه وتعالى متصف بصفاته أزلاً وأبدًا، لا تنفك عنه صفاته سبحانه وتعالى.


الشرح