ومن ظن أنه
-سبحانه- لا يسمع ولا يبصر، ولا يعلم الموجودات، فقد ظن به ظن السوء.
*****
فقوله: «ومن ظن أنه كان
معطلاً من الأزل إلى الأبد عن الفعل»، ثم فعله، مضى عليه وقت كان لا يقدر على
الفعل، ثم صار قادرًا؛ كان لا يسمع ولا يبصر، ثم صار سميعًا بصيرًا. يقولون: هذا
من أجل التوحيد.
هل هذا توحيد؟!! بل
هذا تعطيل، الشرك في نظرهم هو إثبات الصفات، والتوحيد هو نفي الصفات؛ لأن هذا هو
فهم الجهمية والمعتزلة، هذا فهمم المنكوس، لم يقدروا الله حق قدره سبحانه وتعالى.
وقوله: «ولا يوصف به
حينئذ، ثم صار قادرًا عليه»، هذا يشمل الصفات الفعلية والصفات الذاتية، كلها
ملازمة لله عز وجل من القدم، وباقية معه إلى الأزل، ولا يلزم من هذا الشرك -كما
يقولون-.
الذين ينفون السمع
والبصر عن الله؛ أنه عز وجل لا يسمع ولا يبصر، وقالوا: لأن السمع والبصر موجود في
المخلوقين، فإذا وصفنا الله -سبحانه- بالسمع والبصر موجود في بالمخلوقين، ولا يجوز
التشبيه؛ فالله لا شبيه له، ولا مثيل له. هكذا يقولون.
الله جل وعلا أثبت
لنفسه السمع والبصر، ونفى عنه التشبيه، قال تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11].
فلا يلزم من إثبات السمع والبصر المشابهة بينه سبحانه وتعالى وبين الخلق، وإن كان المخلوق سميعًا وبصيرًا، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا﴾ [الإنسان: 2].