×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

تعالى الله عما يقولون! الله سبحانه وتعالى يتكلم، لكن ليس تكلمه كتكلم المخلوق، بل كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى.

إذا قلتم: إن الله لا يتكلم، فهذا الكلام، وهذا القرآن من أين أتى؟

يقولون: إن هذا مخلوق خلقه الله في اللوح المحفوظ، أو خلقه الله في جبريل عليه السلام، أو خلقه في محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تكلم به، وإلا فإن الله عز وجل لا يوصف بأنه يتكلم، فكلام الله مخلوق.

تعالى الله عما يقولون! الله يتكلم، قال تعالى: ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ وَلَا يَهۡدِيهِمۡ سَبِيلًاۘ ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَٰلِمِينَ[الأعراف: 148].

نزلت هذه الآية ردًا على بني إسرائيل، لما عبدوا العجل في أثناء ذهاب موسي عليه السلام إلى ربه جل وعلا لموعده، عبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري، رد الله عليهم بقوله: ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ وَلَا يَهۡدِيهِمۡ سَبِيلًاۘ ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَٰلِمِينَ [الأعراف: 148].

فقوله: ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ؛ أي: العجل والصنم.

وقوله: ﴿لَا يُكَلِّمُهُمۡ؛ لأن الذي لا يكلم لا يكون ربًّا، ولا يصلح أن يكون ربًّا؛ كيف يأمر؟ وكيف ينهى؟ وكيف يدبر، وهو لا يتكلم، جماد ؟!! نسأل الله العافية! أين العقول ؟! وأين العلم ! يزعمون أنهم علماء !!!

قال تعالى: ﴿مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج: 74]، لأن الكلام كمال، وعدم الكلام نقص، فهم لم ينزهوا الله سبحانه وتعالى عن النقص، بل أنهم وصفوه بالنقص، ونزهوه عن الكمال،


الشرح