×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

هذا من انتكاس البصائر.

انظر إلى العقول إلى أين تذهب بأصحابها، إذا اعتمدوا عليها !!! العقول قاصرة، لا تصل إلى كل شيء، فهي محدودة.

قوله: «وأنه لم يكلم أحدًا»، لم يكلم أحدًا من خلقه؛ مثلما كلم موسى عليه السلام مثلما كلم آدم عليه السلام، ومثلما كلم محمدًا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، يقولون بأنه عز وجل لا يكلم أحدًا؛ أبكم، تعالى الله عما يقولون!

الله سبحانه وتعالى كلم أناسًا من رسله، وهو -سبحانه- يتكلم إذا شاء، متى شاء، وبما شاء سبحانه وتعالى، يتكلم، فهذا كمال.

فالذي لا يتكلم، هذا نقص، والذي يتكلم، هذا من صفات الكمال، كيف يكون ربًّا، وهو لا يتكلم؟!

ربٌّ لا يأمر، ولا ينهى، ولا يتكلم، كيف يكون هذا ربًّا ؟!! لا.

قال تعالى: ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ وَلَا يَهۡدِيهِمۡ سَبِيلًاۘ ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَٰلِمِينَ [الأعراف: 148].

هذا من الرد عليهم، الصنم لا يكلمهم، قال تعالى: ﴿وَٱتَّخَذَ قَوۡمُ مُوسَىٰ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِنۡ حُلِيِّهِمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٌۚ [الأعراف: 148]؛ يدخل فيه الهواء من جانب، ويخرج من جانب، فيصير له صوت، فيقولون: إن هذا رب، له خوار، وله صوت، هكذا زين لهم الشيطان هذا الشيء.

وقوله: «ولا يتكلم أبدًا»، الله سبحانه وتعالى يتكلم في الأزل، ويتكلم إذا شاء ومتى شاء، ويتكلم يوم القيامة، يكلم خلقه مشافهة، إذا شاء سبحانه وتعالى، لا حجز له في ذلك، وهذه صفة كمال.


الشرح