×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ولا أمر له ولا نهي يقوم به، فقد ظن به ظن السوء.

*****

أي: أنه سبحانه لم يأمر، ولم ينهَ، إنما هذا الأمر والنهي والكلام خلقه الله عز وجل في اللوح المحفوظ، أو في جبريل عليه السلام، أو في محمد صلى الله عليه وسلم، وتكلم به عن الله عز وجل.

الأشاعرة يقولون بالكلام النفسي؛ هو موصوف بالكلام النفسي، وأما الصوت والحرف، فينزهون الله عز وجل عن الحرف والصوت؛ يتكلم لا بحرف ولا بصوت، إنما هذا القرآن تعبير عن كلام الله، حكاية عن كلام الله، حكاه جبريل عليه السلام، أو محمد صلى الله عليه وسلم عما في نفس الله سبحانه وتعالى.

تعالى الله عما يقولون! فهؤلاء الأشاعرة في مذهبهم جمعوا بين مذهب الجهمية، وأخذوا شيئًا من مذهب أهل السنة، فقد وصفوه بالكلام في نفسه سبحانه وتعالى، وهذا من مذهب أهل السنة والجماعة.

وأخذوا من مذهب الجهمية أنه لا يتكلم بحرف ولا بصوت يسمع، وإنما جبريل عليه السلام حكى عن الله، أو أن محمدًا صلى الله عليه وسلم حكى، أو عبر عن الله تعالى الله عما يقولون! فالأشاعرة جمعوا بين أنواع الضلال؛ إذ هم ليسوا مع الجهمية، ولا هم مع أهل السنة والجماعة.

هذا مثل الذي عند النصارى، الذين يقولون باتحاد اللاهوت مع الناسوت؛ أي: أن المسيح عيسى عليه السلام عندهم مكون من شيئين: من الله، ومن الخلق؛ فهو من ناحية مخلوق، ومن ناحية هو ابن الله.

تعالى الله عما يقولون! وهذا يشبه مذهب الأشاعرة في كلام الله سبحانه وتعالى؛ أنه مركب من شيئين: شيء رباني، وشيء إنساني.


الشرح