ومن ظن أنه ليس
فوق سماواته على عرشه، وأن الأمكنة بالنسبة إليه سواء،
*****
وكذلك من مذهب
المعطلة أنهم ينفون على الله عز وجل على خلقه، واستواءه على عرشه، ويقولون: إنه
ليس له مكان؛ لا داخل ولا خارج، ولا أسفل ولا فوق، ولا يمنة ولا يسرة... إلى آخره؛
لأنه إذا وصفنا الله سبحانه وتعالى بأن له مكانًا، شبهناه بالمخلوقين، وأنه بحاجة
إلى المكان. هكذا يقولون.
الله جل وعلا أخبر
عن نفسه أنه فوق مخلوقاته، وأنه استوى على عرشه؛ لذا فإن له جهة العلو، وفي العلو
سبحانه وتعالى، هذا أثبته الله لنفسه، وهذا موجود.
وقد ذكر العلماء له
ما يزيد عن ألف دليل في مسألة العلو؛ كما ذكره الإمام الذهبي في كتاب «العلو
للعلي الغفار»، وهذا الكتاب مطبوع.
في هذا الكتاب رد
عليهم بأن الله فوق مخلوقاته، قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 18]،
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ
ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255]، وقال تعالى: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى: 1]، فالله
سبحانه وتعالى له العلو؛ على الذات، وعلو الصفات، وعلو القهر.
قوله: «وأن الأمكنة
بالنسبة إليه سواء»، هذا هو مذهب الحلولية.
وشبهتهم: أنهم يقولون: إنهم ينزهون الله عز وجل عن المكان؛ لأن المكان من خصائص المخلوقات، فهم ينزهون الله عن الجهة؛ لأن الجهة من خصائص المخلوقات، فالله سبحانه وتعالى ليس في جهة.