×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومن قال: سبحان ربي الأسفل؛ كمن قال: سبحان ربي الأعلى ، فقد ظن به أقبح الظن .

ومن ظن أنه يحب الكفر والفسوق والعصيان؛ كما يحب الطاعة، فقد ظن به ظن السوء .

*****

نقول: لا، الله هو في جهة العلو، لا في جهة الأسفل، أو في جهة اليمين أو الشمال، أو أنه مختلط مع عباده؛ كما تقول بذلك الحلولية.

يقولون: ليس له مكان، وليس في العلو، بل إنه عز وجل في كل مكان، وأن من قال: سبحان ربي الأعلى -وهو المؤمن- كمن قال: سبحان ربي الأسفل -وهو الجهمي-، هؤلاء سواء؛ لأن الله في كل مكان؛ في العلو، وفي كل مكان. تَعَالَى الله عما يقولون!

وقوله: «ومن قال: سبحان ربي الأسفل؛ كمن قال: سبحان ربي الأعلى»؛ أي: عندهم؛ لأن الله ليس له جهة، لا يقال: في جهة العلو، ولا يقال: في جهة كذا وكذا.

ظن بالله أقبح الظن، وهو العدم؛ لأن الذي ليس في جهة معدوم.

من ظن أنه عز وجل لا يفرق في محبته في الأفعال بين الكفر والإيمان، لا يفرق بين الطاعة والمعصية، لا يفرق بين كذا وكذا.

فينفون عنه -سبحانه- المحبة والبغض، التي أثبتها لنفسه سبحانه وتعالى؛ كما يقولون: إن هذا من باب التنزيه -تنزيه الله-؛ لأن الغضب في المخلوق، والمحبة في المخلوق، والمحبة لا تكون إلا لمناسبة بين


الشرح