ومن ظن أنه لا
يحب، ولا يرضى، ولا يغضب، ولا يوالي، ولا يعادي، ولا يَقْرُبُ من أحدٍ، ولا
يَقْرُبُ منه أحدٌ، فقد ظن به ظن السوء .
*****
المحب والمحبوب،
والله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين خلقه مناسبة. فهذه فلسفة باطلة.
يقولون: لأن هذه
صفات المخلوقين؛ فإذا وصفنا الله عز وجل بها، لشبهناه بخلقه، ولا يفرقون بين صفات
الخالق وصفات المخلوق.
والله جل وعلا يقرب
منه المؤمن؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩﴾ [العلق: 19].
ما معنى قوله: ﴿وَٱقۡتَرِب﴾ ؟ اقترب من الله عز
وجل؛ «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ» ([1]).
فهو قرب لا يشبه قرب
المخلوق من المخلوق، بل هو قرب الخالق سبحانه وتعالى من المخلوق.
قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا
كُنتُمۡۚ﴾ [الحديد: 4]؛ أي: أنه مختلط؟ لا.
هو معكم، وهو فوق سماواته وعلى عرشه سبحانه وتعالى؛ فهي معية إحاطة وعلم، ومعية إعانة ونصر وتوفيق.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (482).