×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

 ومن ظن أنه لا يحب، ولا يرضى، ولا يغضب، ولا يوالي، ولا يعادي، ولا يَقْرُبُ من أحدٍ، ولا يَقْرُبُ منه أحدٌ، فقد ظن به ظن السوء .

*****

المحب والمحبوب، والله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين خلقه مناسبة. فهذه فلسفة باطلة.

يقولون: لأن هذه صفات المخلوقين؛ فإذا وصفنا الله عز وجل بها، لشبهناه بخلقه، ولا يفرقون بين صفات الخالق وصفات المخلوق.

والله جل وعلا يقرب منه المؤمن؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩ [العلق: 19].

ما معنى قوله: ﴿وَٱقۡتَرِب ؟ اقترب من الله عز وجل؛ «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ» ([1]).

فهو قرب لا يشبه قرب المخلوق من المخلوق، بل هو قرب الخالق سبحانه وتعالى من المخلوق.

قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ [الحديد: 4]؛ أي: أنه مختلط؟ لا.

هو معكم، وهو فوق سماواته وعلى عرشه سبحانه وتعالى؛ فهي معية إحاطة وعلم، ومعية إعانة ونصر وتوفيق.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (482).