×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وبالجلمة فمن ظن به خلاف ما وصف به نفسهُ، أو وصفهُ به رسلهُ، أو عطل ما وصف به نفسهُ، فقد ظن به ظن السوء ؛ كمن ظن أن له ولدًا ،

*****

 يطهر بالنار، ثم يخرج إلى الجنة، ولا يخلد في النار، إلا الكافر والمشرك.

فالله عز وجل قد فرق بين هذا وهذا، بينما الوعيدية يقولون: إنه ليس هناك فرق بين الكافر وفاعل الكبيرة، أو بين المشرك وفاعل الكبيرة، نسأل الله العافية!

الإمام ابن القيم رحمه الله فصل هذه التفصيلات، ثم أجمل، فقال: «وبالجملة».

إجمالاً، ما سبق من التفصيلات، هذه تفصيلات، لكن بالإجمال كل من وصف الله عز وجل بما لا يليق به، ولا ينزهه عما لا يليق به، فقد ظن بالله ظن السوء.

من ظن أن الله عز وجل له ولد؛ كما تقول بذلك النصارى؛ أن المسيح ابن الله، والعرب يقولون: إن الملائكة هن بنات الله، فأثبتوا له -سبحانه- البنين والبنات -تعالى الله عن ذلك- والابن والولد هذا شريك لوالده، والله -سبحانه- ليس له شريك، الولد بضع من والده، قال تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ مُّبِينٌ [الزخرف: 15].

فقوله: ﴿جُزۡءًاۚ؛ أي: المسيح عليه السلام؛ لأن الولد جزء من الوالد، وبضعة من الوالد، فالله منزه عن الصاحبة والولد.


الشرح