×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

أو أن بينه وبين خلقه وسائط، يرفعون حوائجهم إليه .

*****

  كذلك ما يفعله القبوريون والمشركون؛ من أنهم يعبدون الأموات، ويستغيثون بهم، ويقولون: إن هذا ليس من الشرك، هذا من اتخاذ الوسائط، نحن بحاجة إلى الوسائط، ونحن لا نصل إلى الله جل وعلا إلا بهم، هم يتوسطون لنا؛ كما يتوسط

الوزراء عند الملوك. تعالى الله عما يقولون!

قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ [غافر: 60].

فالله عز وجل لم يطلب وسائط، قال: ﴿أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ؛ أي: ادعه مباشرة، يستجيب لك، ويسمع كلامك، ويسمع شكواك، ويقدر على إجابتك، فلماذا تتخذ وسائط بيتك وبين الله، الله عز وجل لم يأمرك بهذا.

قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3].

هذا لا يجوز، ليس بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه واسطة يقضي حوائجهم بها -كما يكون عند الملوك-، الله غني وقادر، ويعلم، بينما الملوك عاجزون، وأيضًا لا يعلمون أحوال الخلق؛ فيحتاجون إلى الوسائط، أما الله جل وعلا، فلا يحتاج إلى هذا.

فارفع يديك في أي وقت إلى ربك، وادعُه، والله سبحانه وتعالى قال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ [غافر: 60]؛ مباشرة.

فمن فعل هذا - أي: من قال: إن دعائي لا يصل، وطلبي لا يصل إلى الله عز وجل إلا بواسطة-؛ فقد ظن به السوء؛ لأنه شبهه بالخلق من السلاطين والملوك.


الشرح