×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

أو أن ما عنده -سبحانه- يُنال بالمعصية كما يُنال بالطاعة.

أو ظن أنه إذا ترك لأجله شيئًا، لم يعوضه خيرًا منه .

أو ظن أنه يعاقب بمحض المشيئة بغير سبب من العبد .

*****

أي أن كله سواء؛ الطاعة لا تؤثر في حصول المطلوب، والمعصية لا تؤثر في منع المطلوب، وأن هذا راجع إلى مشيئة الله عز وجل، فإذا شاء الله، أعطاك، وإذا شاء الله، منعك.

نقول: نعم، إذا شاء الله، أعطاك، وإذا شاء الله، منعك، لكن بأسباب؛ يمنعك بسبب منك، ويعطيك بسبب منك، فهم يلغون الأسباب، فيقولون: إن الأمر كله راجع إلى المشيئة فقط، وليس للأعمال قيمة.

كذلك من ظن أنه ترك من أجل الله عز وجل شيئًا أن الله لا يعوضه خيرًا منه، فقد ظن به السوء؛ لأنه ظن بالله سبحانه وتعالى البخل.

يقولون: إن العمل ليس له تأثير، وإن الله عز وجل يعذب من يشاء، وينعم من يشاء، ولا دخل للعبد ولا للعمل في ذلك.

وهذا من سوء الظن بالله جل وعلا؛ فالله سبحانه وتعالى جعل الأشياء مربوطة بأسبابها؛ فإذا وجدت الأسباب، فإن الله جل وعلا يرتب عليها مسبباتها، وإذا لم توجد الأسباب، فلا تتعب؛ لن تأخذ شيئًا، ولن تحصل على أي شيء، أتدخل الجنة بلا عمل؟!!


الشرح