×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

أو ظن أنه إذا صدقه في الرغبة والرهبة أنه يخيبه ، أو ظن أنه يسلط على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أعداءه تسليطًا مستقرًا في حياته ومماته .

*****

قال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ [آل عمران: 142]. أتدخلون الجنة بلا أي شيء؟!!

لا يصلح هذا؛ إذ لابد من الأعمال التي تسبب دخول الجنة، ولابد من تجنب الأعمال التي تسبب دخول النار.

قال سبحانه وتعالى: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ [الليل: 5- 10].

الأسباب من قبل العبد، والتيسير من الله سبحانه وتعالى.

ويقولون: إن الأسباب ليس لها قيمة، ولا أي شيء، هذا راجع إلى مشيئة الله عز وجل فقط.

هذا ظن بالله ظن السوء.

أو ظن أن العبد إذا صدق الله - أي: صدق مع الله في الرغبة والرهبة-، أن الله يخيبه، فقد ظن بالله ظن السوء؛ لأن من صدق مع الله في رغبته ورهبته، فإن الله سبحانه وتعالى يكون عند حسن ظنه به؛ من كرمه وفضله وإحسانه.

فعليك بإحسان الظن بالله، وبصدق الرغبة لله، والرهبة من الله، فتحصل على مطلوبك، بدون ذلك لا يمكن.

رجع الشيخ إلى ما بدأ به من قوله تعالى: ﴿بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا [الفتح: 12].


الشرح