×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده  فمُستقلٌّ ومستكثرٌ .

وفتش نفسك، هل أنت سالمٌ 

فإن تنجُ منها تنجُ من ذي عظيمةٍ    *****   وإلا فإني لا إخالك ناجيًا ([1])

فليعتنِ اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع،  وليتب إلى الله ويستغفره كل وقتٍ من ظنه بربه ظن السوء .

*****

أي، إذا لم تجد كبريتًا، أحضر مروًا، أو حجارة صلبة، وأحضر حديدة، واضربهما ببعضهما، ينتج الشرر، ثم أحضر خرقة، أو ما أشبه.

قوله: «فمستقلٌ ومستكثرٌ»؛ أي: أنه لا يسلم من ظن السوء هذا أحد حتى أهل الإيمان، لكن يدفعونه بالإيمان والرجوع إلى الله عز وجل.

قوله: «لا إخالك»؛ أي: لا أظنك ناجيًا، يصير عندك شيء.

واللهِ ! موضع عظيم، رحم الله ابن القيم!

إذا وقع في نفسك شيء من الظن بالله -ما لا يليق به-، فتب إلى الله عز وجل، واستغفره.


الشرح

([1])  هذا البيت للصحابي الجليل الأسود بن سريع التميمي، المتوفى سنة اثنتين وأربعين، كان يقوله في قصصه، فسرقه الفرزدق، وهو أول من قص في مسجد البصرة. انظر: المعارف (ص 557)، وانظر ترجمته في: الطبقات الكبرى (7/41)، والإصابة في تمييز الصحابة (1/74).