فاقدح زناد من
شئت ينبئك شراره عما في زناده فمُستقلٌّ
ومستكثرٌ .
وفتش نفسك، هل أنت سالمٌ
فإن تنجُ منها تنجُ من ذي عظيمةٍ ***** وإلا فإني لا إخالك ناجيًا ([1])
فليعتنِ اللبيب
الناصح لنفسه بهذا الموضع، وليتب إلى الله ويستغفره كل وقتٍ من ظنه بربه ظن السوء
.
*****
أي، إذا لم تجد
كبريتًا، أحضر مروًا، أو حجارة صلبة، وأحضر حديدة، واضربهما ببعضهما، ينتج الشرر،
ثم أحضر خرقة، أو ما أشبه.
قوله: «فمستقلٌ
ومستكثرٌ»؛ أي: أنه لا يسلم من ظن السوء هذا أحد حتى أهل الإيمان، لكن يدفعونه
بالإيمان والرجوع إلى الله عز وجل.
قوله: «لا إخالك»؛
أي: لا أظنك ناجيًا، يصير عندك شيء.
واللهِ ! موضع عظيم،
رحم الله ابن القيم!
إذا وقع في نفسك شيء من الظن بالله -ما لا يليق به-، فتب إلى الله عز وجل، واستغفره.
([1]) هذا البيت للصحابي الجليل الأسود بن سريع التميمي، المتوفى سنة اثنتين وأربعين، كان يقوله في قصصه، فسرقه الفرزدق، وهو أول من قص في مسجد البصرة. انظر: المعارف (ص 557)، وانظر ترجمته في: الطبقات الكبرى (7/41)، والإصابة في تمييز الصحابة (1/74).