×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

والمقصود الكلام على قوله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ [آل عمران: 154].

*****

فالذي ييأس من الفرج، إذا اشتد به، هذا ظن بربه ظن السوء، والذي يدعو الله، وييأس من الإجابة، فهذا قد ظن بربه ظن السوء، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل.

ما قصرت، جزاك الله خيرًا.

كل هذا من قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ [آل عمران: 154].

انظر إلى الكلام العظيم الذي جاء به هذا الإمام رحمه الله، أكثر الناس لا يدري عنه، غافلون عنه، كل هذا الكلام استنتجه من قوله جل وعلا: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ [آل عمران: 154].

وقال بأن هذا ليس مقصورًا على المنافقين، فكل من أساء في حق الله عز وجل، فقد ظن به ظن السوء، على اختلاف الناس.

والله عز وجل يقول للكفار - أهل الجاهلية - يوم القيامة: ﴿وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُكُمۡ وَلَا جُلُودُكُمۡ وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعۡمَلُونَ ٢٢ وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ[فصلت: 22- 23].

قوله: ﴿أَرۡدَىٰكُمۡ؛ أي: أوقعكم في النار، فهذا ظن الجاهلية -والعياذ بالله-.


الشرح