ولهذا قال غير
واحدٍ ([1]): إن
ظنهم هذا التكذيب بالقدر، وظنهم أن الأمر لو كان إليهم لما أصابهم القتل . فأكذبهم
الله بقوله: ﴿إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ﴾ [آل
عمران: 154]، فلا يكون إلا ما سبق به قضاؤه .
*****
هذا تفسير الآية، فقوله:
«ولهذا قال غير واحد»؛ أي: من المفسرين.
إنما قولهم هذا
تكذيب للقدر، وإرجاع الأمر إليهم هم، وأن سبب النجاة من القتل إنها هي بالرجوع
إليهم وإلى مشورتهم.
أي: ليس لكم الأمر،
قال تعالى: ﴿لَوۡ
كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا﴾، قال الله عز وجل: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ
كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ﴾؛ أي: ليس لأمركم، وإن كان لكم من الأمر من شيء، فلا ينجيكم هذا من القضاء
والقدر.
لا يصيب هؤلاء
وغيرهم إلا ما سبق به قضاء الله جل وعلا، فما قضاه الله وقدره، فلابد أن يقع، لا
راد لقضائه، ولا معقب لحكمه سبحانه وتعالى.
فيجب على المسلم أن
يسلم الأمر لله؛ كما جاء في قوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 156].
لا يقولون: نحن الذين سببنا هذا، أو أن فلانًا هو الذي سبب هذا، لا، ما يقولون هذا، وإنما يقولون: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾.
([1]) انظر: تفسير الطبري (6/167)، وابن أبي حاتم (3/795)، وزاد المسير (1/338)، وابن كثير (2/145).