×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وخيبر بعد الحديبية، فله مع اليهود أربع غزواتٍ.

ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة ذات الرقاع في جمادى الأولى -وهي غزوة نجدٍ-، يريد قومًا من غطفان، وصلى بهم يومئذٍ صلاة الخوف ([1]).

*****

 غزوة ذات الرقاع قِبَل نجد، غزا قبيلة غطفان من قبائل نجد، وتسمى ذات الرقاع؛ لأنهم أصابهم الخفاء والشوك، فصاروا يلفون الرقاع على أرجلهم والخِرَقَ، فسميت غزوة ذات الرقاع ([2]).

نزلت عليه صلاة الخوف، لما تقابلوا، قال المشركون: إن لهم صلاة هي أحب لهم من كذا وكذا، فنهجم عليهم وقت الصلاة، فأنزل الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بصلاة الخوف، فصلى بهم صلاة الخوف، والمشركون ينظرون إليهم، فتعجبوا من هذا النظام الدقيق في صلاة الخوف.

وهكذا دين الإسلام، دين الحَيْطِةِ والحذر، ولا يتعارض مع العبادة أن الإنسان يأخذ حذره، ولا مانع من أخذ الحذر وحمل السلاح وهو يصلي.


الشرح

([1])  انظر: سيرة ابن هشام (2/203)، والروض الأنف (6/221)، والسيرة النبوية لابن كثير (3/160)، والبداية والنهاية (5/559).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4128)، ومسلم رقم (1816).