هكذا قال ابن
إسحاق وجماعةٌ في تاريخ هذه الغزوة، وهو مُشكلٌ، والظاهر أن أول صلاة صلاها للخوف
بعسفان .
والظاهر أن أول
صلاةٍ صلاها للخوف بعسفان؛ كما في حديثٍ صححه الترمذي ([1])، وقد
صح أنه صلاها بذات الرقاع، فعُلم أنها بعد عُسفان، ولا خلاف أن عُسفان بعد الخندق،
ويؤيده أن أبا هريرة وأبا موسى حضراها.
فلما كان شعبان،
أو في ذي القعدة، خرج صلى الله عليه وسلم لميعاد أبي سفيان، فانتهى إلى بدرٍ،
وأقام ينتطر المشركين، وخرجوا حتى إذا كانوا على مرحلة من مكة، رجعوا، وقالوا:
العام عام جدبٍ ([2]).
*****
هكذا ظن بعضهم أن أول صلاة للخوف صلاَّها رسول
الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع، والصواب: أن أول صلاة للخوف صلاها في
عسفان قريبًا من مكة، ثم صلاها صلى الله عليه وسلم -أيضًا- في ذات الرقاع مرة
ثانية ([3]).
لأن أبا سفيان عندما عاد من غزوة بدر مهزومًا توعد المسلمين، وقال: موعدكم بدر في العام القادم. فالرسول صلى الله عليه وسلم استعد
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3035)، والنسائي في الكبرى رقم (1945)، وأحمد (16/445).