ثم خرج صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ سنة خمس إلى دومة الجندل، فهجم على
ماشيتهم، وجاء الخبر إليهم في دومة، فتفرقوا ([1]).
ثُمَّ
بَعَثَ بُرَيْدَةَ الأَْسْلَمِيَّ فِي شَعْبَانَ إِلَى بَنِي المُصْطَلِقِ، وَهِيَ
غَزْوَةُ المُرَيْسِيعِ -وَهُوَ المَاءُ-، وَاصْطَفُوا لِلْقَتَالِ، وَتَرَامَوا
سَاعَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ، فَحَمَلُوا حَمْلَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ،
فَانْهَزَمَ المُشْرِكُونَ، وَسَبَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النِّسَاءَ
وَالذَّرَارِيَ وَالمَالَ. وَفِيهَا سَقَطَ عِقْدٌ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها،
فَاحْتُبِسُوا فِي طَلَبِهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّم ([2])،
*****
لهذا الموعد، خرج بأصحابه، فنزلوا في بدر، مكان
الغزوة السابقة، ينتظرون الموعد.
المشركون خرجوا
بجيوشهم في ألفي مقاتل والفرسان، ولكن لما خرجوا من مكة بمسافة يسيرة، قال أبو
سفيان - وهو قائدهم-: هذا العام عام جُذْب ولا استطاعة لنا بالمضي. فرجعوا إلى
مكة.
دومة الجندل في
الجوف، فيها النصارى، وَفِيهَا أكيدر بن عبد الملك وجماعته.
غزا الرسول صلى الله عليه وسلم بني المصطلق عند ماءٍ يقال له: المريسيع، فانتهى الأمر بانتصار المسلمين، وغنموا منهم الأموال.
([1]) انظر: سيرة ابن هشام (2/213)، والروض الأنف (6/194)، والبداية والنهاية(5/ 585)، والسيرة النبوية (3/ 177).