فِي الحَدِيثِ الَّذِي
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: «يَا بُنَيَّةُ فِي
سَفَرٍ تَكُونِينَ عَنَاءً» ([1])، فَأَنْزَلَ
اللهُ آَيَةَ التَّيِمُّم، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّيَمُّمَ بَعْدَ
هَذِهِ القِصَّةِ .
*****
وفي أثناء رجوعهم نزلوا، وكانت معه صلى الله
عليه وسلم عائشة رضي الله عنها؛ لأن القرعة قد أصابتها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم
كان يقرع بين نسائه حينما يريد السفر، فمن خرجت لها القرعة، سافر بها، خرجت لعائشة
رضي الله عنها، فسافر بها. ولكنها في هذا المنزل فقدت عقدًا لها، فتأخروا
يلتمسونه، وليس معهم ماء يتوضؤون، فأنزل الله عز وجل آية التيمم بدلاً من الماء،
قال تعالى: ﴿فَلَمۡ
تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ﴾ [النساء: 43].
فكانت هذه الحادثة
سببًا لتشريع التيمم والتيسير على المسلمين.
297 في السفر الثاني
-أيضًا- بعدها بسنة -أيضًا- فقدت عائشة رضي الله عنها العقد، ولم يجلسوا هم، هي
ذهبت لحاجاتها في الليل، ونسيت العقد، ولا تعلم أين هو، فذهبت تلتمسه، هم رحلوا
الإبل، وحملوا، وجاؤوا على الهودج، وحملوا هودج عائشة رضي الله عنها، حملوه على
البعير على أنها فيه؛ لأنها كانت خفيفة، وظنوا أنها فيه، فحملوه على البعير،
ورحلوا.
وعندما جاءت رضي الله عنها وجدتهم قد رحلوا، فمن حنكتها رضي الله عنها أنها لم تذهب يمينًا أو يسارًا، بل بقيت في المكان الذي باتت فيه؛ لأنهم سيعودون إليها، فإن هي ذهبت هنا أو هنا، فقدوها، ولم يجدوها، فهي بقيت في المكان.
([1]) أخرجه: الطبراني (23/ 121).