لَكِنْ قِصَّة
الإِفْكِ بِسَبَبِ فَقْدِ الْعِقْدِ، فَاشْتَبَهَ عَلَى بَعْضِهِمْ إِحْدَى
الْقِصَّتَيْنِ بِالأُْخْرَى .
وَأَمَّا قِصَّةُ
الإِفْكِ، فَهِيَ فِي هَذِهِ الغَزْوَةِ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَشَارَ عَلِيٌّ رضي
الله عنه بِفُرَاقِهَا تَلْوِيحًا لاَ تَصْرِيحًا ([1])،
*****
يعني: أن القصتين فيهما فقدت عائشة رضي الله
عنها عقدها؛ في القصة الأولى، وفي القصة الأخيرة التي حدث فيها الإفك.
لما اشتد الأمر على
رسول صلى الله عليه وسلم، وآذوه، شاور أصحابه: ماذا يفعل؟ فأشار عليه علي بن أبي
طالب رضي الله عنه بفراقها؛ دفعًا للشك وكلام الناس، وأشار الآخرون عليه بإبقائها
وعدم الالتفات لهذه الشائعة.
ولكن بقي المسلمين على إثر هذه الشائعة، بقي عليهم الشدة و الكرب، لاسيما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه، وعلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وأما المؤمنون الصادقون، فإنهم لما سمعوا هذا، قالوا: ﴿سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ﴾ [النور: 16]، فهذه مقالة المؤمنين ﴿سُبۡحَٰنَكَ﴾؛ ينزهون الله سبحانه وتعالى عن ذلك، لأنه لا يمكن، ولا يليق بالله أن يجعل زوجة نبيه خائنة في فراشه أبدًا، لا يمكن هذا، ولذلك نزهوا الله عن ذلك: ﴿سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ﴾، هكذا قال المؤمنون.
([1]) انظر استشارة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي وأسامة رضي الله عنهما في: سيرة ابن هشام (2/301)، والروض الأنف (7/30)، والسيرة النبوية لابن كثير (3/ 307).