لمَّا رَأَى
أَنَّ مَا قِيلَ مَشْكُوكٌ فِيهِ، فَأَشَارَ بِتْرَكِ الشَّكِّ؛ لِيَتَخَلَّصَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الغَمِّ الَّذِي لَحِقَهُ بِكَلامِ
النَّاسِ.
وَأَشَارَ
أُسَامَةُ بِإِمْسَاكِهَا ؛ لَمِا عَلِمَ مِنْ حُبِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم لهَا وَلأَِبِيهَا، ولِمَا عَلِمَ مِنْ عِفَّتِهَا وَدِيَانَتِهَا ، وَأَنَّ
اللهَ لاَ يَجْعَلُ حَبِيبَةَ نَبِيَّهِ وَبِنْتَ صِدِّيقِهِ بِالمَنْزِلَةِ
الَّتِي قَالَها أَهْلُ الإِفْكِ ؛ كَمَا قَالَ أَبُو أَيُّوبَ وَغَيْرُهُ مِنْ
سَادَاتِ الصَّحَابَةِ: ﴿سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا
بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ﴾ [النور: 16] ([1]).
وَتَأَمَّلْ مَا
في تَسْبيِحِهِمْ فِي هَذَا المَقَامِ
*****
وقوله: «إلى أن قال»؛
أي: ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، إلى أن قال: الكلمة هذه للشيخ محمد بن عبد
الوهاب رحمه الله؛ المختصر.
أسامة بن زيد رضي
الله عنه أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بإمساكها، وألا يطلقها.
لا تؤثر عليه
الشائعات.
هذه واضحة الكذب؛
لأن صفوان رضي الله عنه وجد امرأة منقطعة في الطريق وفي الليل، هل يتركها؟!! هذه
قضية إنقاذ، لاسيما وأنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يعني: هل يذهب
ويتركها؟! من يقول هذا؟ إنسان فيه إيمان وفيه مروءة؟ !! لا يقول هذا أحد، هذا
إنقاذ.
سبحانك! كيف يقولون: ﴿سُبۡحَٰنَكَ﴾ ؟ لأن هذا لا يليق بالله عز وجل؛ أن يجعل زوجة نبيه صلى الله عليه وسلم خائنة.
([1]) انظر: سيرة ابن هشام (2/302)، والروض الأنف(7/42)، والسيرة النبوية لابن كثير(7/42).