فلما كان في صفر،
قدم عليه قوم من عضل والقارة ، فذكروا أن فيهم إسلامًا، وسألوه أن يبعث معهم من
يعلمهم الدين، فبعث ستة، فيهم خبيب، وأمر عليهم مرثدًا، فكان ما كان ([1]) .
وفي هذا الشهر
كانت وقعة بئر معونة ([2]).
*****
«عَضَل» قبيلة، اسم قبيلة،
و«الْقَارَة» - بالتخفيف-: أيضًا اسم قبيلة، وقد تسموا بذلك؛ لأنهم بجوار قَارَةِ،
وهي الجبل.
جاءه قوم من عَضَلِ
وَالقارَةِ، ذكروا أن فيهم إسلامَا، وأنهم يحتاجون إلى مَن يَدْعوهم، يعلمهم
القرآن، فبعث لهم عشرة من القُراء، وفي روايةٍ بعث لهم سبعة من القُراء يعلمونهم،
فعدى عليهم من قبائل العرب في الطريق من عدى عليهم، قتلوهم، وأخذوا خُبيبا رضي
الله عنه إلى مكة؛ ليبيعوه على أهل مكة؛ من أجل أن يثأروا من الذين قتلوا في غزوة
بدر، فسجنوه، ثم أخرجوه، وذهبوا به خارج الحرم، وقتلوه، وصلبوه على جذع رضي الله
عنه، هذه قصة هؤلاء القراء.
وهذه -أيضًا- واقعة ثانية للقُرَّاء، وهي أكبر؛ لأنه جاءه كبير من كبراء القبائل حول المدينة، وطلبوا منه أن يرسل معهم من يدعو إلى الإسلام، ويعلم القرآن، فبعث سبعين من القُرَّاء. بعث الرسول صلى الله عليه وسلم لهم
([1]) أخرج هذه القصة البخاري رقم (3045).