وفي ربيع الأول
كانت غزوة بني النضير،
*****
سبعين من القُرّاء،
فبينما هم نازلون على بئر معونة، إذ هجم عليهم عامر بن الطفيل عدو الله ورسوله صلى
الله عليه وسلم، ومعه قبيلته، فأحاطوا بهم، وقتلوهم عن آخرهم، وهذه تسمى وقعة
القُرَّاء؛ غزوة الرجيع، أو بئر معونة.
بنو النضير من حول
المدينة، وهم اليهود؛ لأن المدينة كان بها اليهود، كانوا ساكنين فيها، ولهم نخيل،
فاليهود من أهل المدينة بجوار الأوس والخزرج، وكان اليهود ثلاثة قبائل: بني
قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة.
والرسول صلى الله
عليه وسلم حينما قدم المدينة عاهدهم، وعاهدوه على أنهم يكفون أيديهم عن المسلمين،
وأنهم يدافعون عن المدينة من غزاها مع المسلمين، فكتبوا بهذا عهدًا، ثم إنهم خانوا
العهد. فطبيعة اليهود الخيانة، كما قال الله جل وعلا: ﴿أَوَ كُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدٗا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾ [البقرة: 100]،
فاليهود دائمًا مع الأنبياء من قبل كانوا يخونون، طبيعتهم الخيانة.
فخانت بنو قينقاع العهد بعد وقعة بدر، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم، ثم أجلاهم عن المدينة، وبعد وقعة أحد خان بنو النضير العهد، فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاصرهم، واستسلموا على أن يتركوا المدينة، فحملوا معهم ما يستطيعون حمله، وذهب بعضهم عند يهود خيبر، وبعضهم ذهب إلى أذرعات ببلاد الشام، وَفيهَا أنزل الله سبحانه وتعالى سورة الحشر، في غزوة بني النضير.