وطائفة ممن استأذنوا
النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجعوا إلى بيوتهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ
يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ
ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن
يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا﴾ [الأحزاب: 13].
فاجتمعت على
المسلمين هذه الجموع من الداخل والخارج، فبينما هم كذلك، إذ أرسل الله جل وعلا على
المشركين ريحًا شديدة، ومعها الملائكة فالريح اقتلعت خيامهم، وأطفأت نيرانهم، وحصبتهم
بالحصبة، والملائكة خذلوهم، ونشروا فيهم الرعب، فتسارعوا إلى رواحلهم وخيلهم،
وركبوها منهزمين، وولوا الأدبار، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ
عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا﴾ [الأحزاب: 9].
قوله: ﴿وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ﴾؛ أي: الملائكة.
هذه الآية في
المشركين، وأما اليهود، فأنزل الله جل وعلا قوله: ﴿وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن
صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ٢٦ وَأَوۡرَثَكُمۡ
أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا﴾ [الأحزاب: 26- 27].
قوله: ﴿صَيَاصِيهِمۡ﴾؛ أي: حصونهم.
هذه النتيجة، بعد أن
ابتلي المؤمنون، جاء النصر، وجاء الفرج من الله عز وجل، وانحلت هذه الأزمة
الشديدة.
وأراد النبي صلى
الله عليه وسلم أن يرتاح بعدها، وجعل يغتسل صلى الله عليه وسلم، فجاءه جبريل عليه
السلام، قال له: إن الملائكة لم تضع أسلحتها إلى الآن، فاخرج إلى بني قريظة.