وَمِنْهَا:
سَبْيُ ذُرِّيَّةِ المُنْفَرِدِينَ عَنِ الرِّجَالِ قَبْلَ القِتَالِ.
وَمِنْهَا: رَدُّ
الْكَلاَمِ الْبَاطِل وَلَوْ نُسِبَ إِلَى غَيْرِ مُكَلَّفٍ، وَذَلِكَ فِي
قَولهِمْ: «خَلَأَتْ القَصْوَاءُ».
وَمِنْهَا:
اسْتِحْبَابُ الحَلِفِ عَلَى الخَبَرِ الدِّينِيِّ الَّذي يُرِيدُ تَأْكِيدَهُ.
وَحُفِظَ عَنْهُ
صلى الله عليه وسلم الحَلِفُ فِي أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَوْضِعًا.
*****
لأن الرسول صلى الله
عليه وسلم قال لأصحابه: «أَشِيرُوا عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ نَمِيلَ إِلَى
ذَرَارِيِّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ فَنُصِيبَهُمْ»؛ أي: بدون قتال،
فدل هذا على جواز هذا الأمر، إذا كان فيه نكاية للمشركين.
لما هموا بدخول مكة
من الحديبية، بركت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبت أن تقوم، فَقَالُوا: «خَلَأَتْ
القَصْوَاءُ»؛ أي: حرنت، وهذا وصف ذم للدابة، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَا
خَلَأَتْ القَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ
الفِيلِ»؛ أي: حبسها الله عز وجل عن الدخول إلى مكة بالقوة.
قوله تعالى: ﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ
رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن
شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا
تَخَافُونَۖ﴾ [الفتح: 27].
فقوله: ﴿إِن شَآءَ ٱللَّهُ﴾ هذا تأكيد، وهو
بمثابة اليمين.
أنه صلى الله عليه وسلم كان يحلف على الفتوى، يحلف على أكثر من ثمانين موضعًا حلف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم على أمور متأكدة، لكن زيادة تأكيد.