×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَأَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِالحَلِفِ عَلَى صِدْقِ مَا أَخْبَرَ بِهِ فِي ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ فِي «يُونُسَ»، و«سَبَأٍ» و«التَّغَابُنِ».

وَمِنْهَا: أَنَّ المُشْرِكِينَ وَأَهْلَ الْفُجُورِ إِذَا طَلَبُوا أَمْرًا يُعَظَمُونَ بِهِ حُرُمَاتِ اللهِ، أُحِيبُوا إِلَيْهِ، وَإِنْ مَنَعُوا غَيْرَهُ، فَمَنِ الْتَمَسَ المُعَاوَنَةَ عَلَى مَحْبُوبٍ للهِ تَعَالَى، أُجِيبَ، مَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَى ذَلِكَ المَحْبُوبِ مَبْغُوضٌ للهِ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَهَذَا مِنْ أَدَقَّ المَوَاضِع وَأَصْعَبِهَا؛

*****

وذلك في أمر البعث، أمره الله أن يقسم بربه عز وجل على أحقية البعث، وذلك في سورة يونس، في قوله تعالى: ﴿وَيَسۡتَنۢبِ‍ُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ [يونس: 53]؛ أي: البعث، وفي سورة سبأ في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ [سبأ: 3]، وفي سورة التغابن في قوله تعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ [التغابن: 7].

لأن المشركين لما طلبوا الصلح مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يرجع من هذا العام، ويأتي العام القادم، فالرسول صلى الله عليه وسلم تحاشى القتال؛ لأن في هذا تعظيمًا للحرم، تعظيمًا لمكة.

ولو كان كافرًا، إذا التمس المعاونة على طاعة لله عز وجل، أجيب، وأعين على ذلك.

ما لم يترتب على الإجابة ضرر أعظم.

أصعبها على النفوس؛ لأن هذا شق على المسلمين.


الشرح