×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

الدليل على هذا مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده؛ مواقفه العظيمة مع الرسول صلى الله عليه وسلم: في نصرته، والسير معه، وحمايته، وبذل المال له صلى الله عليه وسلم.

وكذلك في يوم وفاته لما خار المسلمون، وحصل عندهم ما حصل، بينما أبو بكر رضي الله عنه ثابت، وقال قولته المشهورة: «أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ» ([1]).

وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم طلب الصحابة منه -بعدما بويع بالخلافة- أن لا يرسل جيش أسامة بن زيد رضي الله عنهما إلى الشام، وكان قد عقد لواءه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، وأرسله.

قالوا: تبقيه قوة للمسلمين، قال: «والله لا أحل رايةٍ عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ».

فمضى الجيش بقيادة أسامة بن زيد الشاب، فلما علم المشركون بقدوم أسامة أو سير أسامة، تخاذلوا، قالوا: ما أرسلوا هذا الجيش، إلا أن عندهم قوة، فتخاذلوا، فكان هذا عين المصلحة للمسلمين.

وأيضًا الموقف الذي وقفه لما ارتدت كثير من قبائل العرب، تردد الصحابة في قتالهم، وهم يقولون: لا إله إلا الله، بينما أبو بكر رضي الله عنه أصر على قتالهم، فعرفوا أنه على الحق، فساعدوه على ذلك، وقاتلوا معه ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1241).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (392)، ومسلم رقم (2405).