×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَعِنْدَ أَحَمْدَ فِي القِصَّةِ أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الْحَرَمِ وَهُوَ مُضْطَرِبٌ فِي الْحِلِّ ([1]).

وَفِيهِ الدِّلاَلَةُ عَلَى أَنَّ المُضَاعَفَةَ مُتَعَلِّقَةٌ بِجَمِيعِ الحَرَمِ، لاَ تَخْتَصُّ بِالمَسْجِدِ، وَأَنَّ قَولَهُ صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» ([2])، كَقوله تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ [التوبة: 28].

*****

الرسول صلى الله عليه وسلم نزل بالحديبية، والحديبية بعضها من الحرم وبعضها من الحل، فنزل صلى الله عليه وسلم في الحل، وكان يصلي في الحرم؛ لأن الحرم قريب من الحد، فكان صلى الله عليه وسلم يدخل ويصلي داخل الحرم، ثم يرجع إلى منزله في خارج الحرم، ففي هذا دليل على أفضلية الصلاة في الحرم، إذا أمكن ذلك.

وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل هذا، كان ينزل على حد الحرم -خارج الحرم-، ثم إذا جاءت الصلاة، دخل وصلى في الحرم.

المضاعفة بمائة ألف صلاة هذه في جميع الحرم، إذا كان داخل حدود الحرم، وليس هذا خاصًا بالمسجد الحرام، الذي هو مسجد الكعبة، هذا هوالقول الصحيح.

الله عز وجل قال للمشركين: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ [التوبة: 28].


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (18910).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1406)، وأحمد رقم (15271).