×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَمِنْهَا: أَنَّ مَنْ نَزَلَ قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ، يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنْزِلَ فِي الْحِلِّ، وَيُصَلِّيَ فِي الحَرَمِ. وَكَذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَصْنَعُ.

وَمِنْهَا: ابْتِدَاءُ الإِْمَامِ بِطَلَبِ الصُّلْح إِذَا رَأَى الَمَصْلَحَةَ لِلمُسْلِمِينَ فِيهِ،

*****

فالمسجد الحرام هو الحرم كله، كله يسمى المسجد الحرام، وبدليل أن الله جل وعلا قال: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ [الإسراء: 1].

وهو صلى الله عليه وسلم أسري به من مكة، من بيت أم هانئ، وليس من المسجد -مسجد الكعبة-، فدل على أن كل الحرم يسمى المسجد الحرام.

ولذلك المسلمون نفذوا قوله تعالى: ﴿فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ، فجعلوا المسافرين من الكفار إذا أقبلوا على الحرم، فإنهم يذهبون مع طريق آخر، هيىء لهم الآن، يسمونه طريق الخواجات، لا يدخلون في الحرم، ولم يفهموا أن المراد لا يدخلون مسجد الكعبة فقط.

كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

كان ابن عمر رضي الله عنهما ينزل في الحل، ويصلي في الحرم -أي: على حدود الحرم- من أي جهة تيسرت له.

لأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من المشركين المصالحة، ابتدأهم بذلك، فدل على أن إمام المسلمين إذا رأى أن المصلحة في المصالحة، يطلبها من المشركين.


الشرح