×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَكَانَ الحَجَّاجُ بْنُ عِلاَطٍ قَدْ أَسْلَمَ، وَشَهِدَهَا، ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّتَهُ ([1]).

وَفِيهَا مِنَ الفِقْهِ: القِتَالُ فِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ؛ لأَِنَّهُ خَرَجَ إِلَيهَا فِي المُحَرَّمِ.

*****

الآن انتهى المصنف رحمه الله من سياق الغزوة، وأراد أن يبين ما فيها من الأحكام الفقهية، وهي كثيرة، وهذا من ميزات هذا الكتاب النفيس في السيرة؛ أنه يذكر فقه السيرة، ولا يقتصر على سرد الأخبار.

الأشهر الحرم هي التي حرم الله جل وعلا القتال فيها في الجاهلية -وهي أربعة أشهر-؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ [التوبة: 36].

قوله: ﴿مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الفرد «ثلاث سرد وواحد فرد» ([2])، هذه هي الأشهر الحرم.

وذلك من أجل أن يتأمن الحجاج والمعتمرون؛ فلا يُهيجهم أحد في السفر إلى الحج والعمرة، هذا في الجاهلية -كما ذكر الله تعالى-، يعملون فيها النسيء، يتلاعبون فيها؛ يقدمونها، ويؤخرونها. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا لِّيُوَاطِ‍ُٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ


الشرح

([1])  قصة الحجاج رضي الله عنه أخرجها النسائي مختصرًا في السنن الكبرى (8/37)، وأحمد مطولاً في مسنده (19/ 400 - 402)، وانظر القصة في: سيرة ابن هشام (2/ 345)، وطبقات ابن سعد (2/ 82- 83).

([2])  أخرجه: البخارى رقم (5550)، ومسلم رقم (1679).