وَمِنْهَا: أَنَّ
أَهْلَ الذِّمَّةِ إِذَا خَالَفُوا شَيْئًا مِمَّا شُرِطَ عَلَيهِمْ، لَمْ يَبْقَ
لهُمْ ذِمَّةٌ.
وَأنَّ مَنْ
أَخَذَ شَيْئًا قَبْلَ القِسْمَةِ، لَمْ يَمْلِكْهُ، وَإِنْ كَانَ دُونَ حَقِّهِ؛
لِقَولِهِ صلى الله عليه وسلم: «شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ».
وَمِنْهَا:
جَوَازُ التَّفَاؤُلِ، بَلِ اسْتِحْبَابُهُ؛ كَمَا تَفَاءَلَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم بِالمَسَاحِي فِي خَرَابِهَا.
*****
لأن الرسول صلى الله
عليه وسلم قتل ابن أبي الحقيق لما حصل منه الجحود للذهب.
لأنه صلى الله عليه
وسلم لما حذر من الغلول، وسمع الصحابة تحذيره، جاء رجل بشراك، الشراك نعل يسير،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ»، فدل على أن الغلول -
قليله أو كثيره - حرام.
التفاؤل طيب، والله
يحب الفأل؛ لأنه حسن ظن بالله عز وجل، التفاؤل فيه حسن ظن بالله، بخلاف الطيرة
والتشاؤم؛ فإن ذلك سوء ظن بالله.
لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر في الصباح، خرج اليهود بمساحيهم، يريدون أن يعملوا، لم يعلموا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فاجأهم، خرجوا بمساحيهم على العادة. و«المساحي» جمع مسحاة، التي يعمل بها العامل، ومن المعلوم أن هذه أدوات تخريب، الرسول صلى الله عليه وسلم لما رآهم بمساحيهم، تفاءل بذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ ﴿فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلۡمُنذَرِينَ﴾ [الصافات: 177] ».