وَكَذِبُ
الإِْنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ إِذَا لَمْ يَتَضَمَّنْ ضَرَرَ
الغَيرِ إِذَا تَوَصَّلَ بِهِ إِلَى حَقِّهِ؛ كَمَا فَعَلَ الحَجَّاجُ.
وَمِنْهَا:
قَبُولُ هَدِيَّةِ الكَافِرِ.
ثُمَّ انْصَرَفَ
صلى الله عليه وسلم إِلَى وَادِي الْقُرَى وَبِهِ يَهُودٌ،فَلَمَّا نَزَلُوا
اسْتَقْبَلَهُمْ يَهُودُ بِالرَّمْيِ، فَقُتِلَ مِدْعَمٌ، فَقَالُوا: هَنِيئًا لَهُ
الجَنَّةُ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلاَّ، وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ،
لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا» ([1]).
*****
ما الذي فعله
الحجاج، هذا يحتاج إلى مراجعة.
قبول هدية الكافر،
فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهدايا من الكفار؛ مثل: هدية صاحب مصر المقوقس، أهدي
إلى النبي صلى الله علي سلم بغلة، وأهدى له مارية القبطية، فهو نصراني، قبلها رسول
الله صلى الله عليه وسلم ([2]).
بعدما فرغ رسول الله
صلى الله عليه وسلم من خيبر، انصرف إلى بقية اليهود، الذين هم في وادي القرى، وفي
تيماء، وفي فدك.
هذا فيه شدة الغلول -والعياذ بالله-، وهو الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها، ولو كان يسيرًا؛ أي شيء، أخذ شملة؛ لباسًا من الصوف يلتحف به، فلما قتل برمي الكفار، قال الصحابة: «هَنِيئًا لَهُ