×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَكَذِبُ الإِْنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ إِذَا لَمْ يَتَضَمَّنْ ضَرَرَ الغَيرِ إِذَا تَوَصَّلَ بِهِ إِلَى حَقِّهِ؛ كَمَا فَعَلَ الحَجَّاجُ.

وَمِنْهَا: قَبُولُ هَدِيَّةِ الكَافِرِ.

ثُمَّ انْصَرَفَ صلى الله عليه وسلم إِلَى وَادِي الْقُرَى وَبِهِ يَهُودٌ،فَلَمَّا نَزَلُوا اسْتَقْبَلَهُمْ يَهُودُ بِالرَّمْيِ، فَقُتِلَ مِدْعَمٌ، فَقَالُوا: هَنِيئًا لَهُ الجَنَّةُ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلاَّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا» ([1]).

*****

ما الذي فعله الحجاج، هذا يحتاج إلى مراجعة.

قبول هدية الكافر، فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهدايا من الكفار؛ مثل: هدية صاحب مصر المقوقس، أهدي إلى النبي صلى الله علي سلم بغلة، وأهدى له مارية القبطية، فهو نصراني، قبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ([2]).

بعدما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، انصرف إلى بقية اليهود، الذين هم في وادي القرى، وفي تيماء، وفي فدك.

هذا فيه شدة الغلول -والعياذ بالله-، وهو الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها، ولو كان يسيرًا؛ أي شيء، أخذ شملة؛ لباسًا من الصوف يلتحف به، فلما قتل برمي الكفار، قال الصحابة: «هَنِيئًا لَهُ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم: (6707).

([2])  أخرجه: الطبراني في الأوسط (4/37)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/432، 6/3247،6/3366).