×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

كُلَّمَا قُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، دَعَا مَنْ بَقِيَ إِلَى الإِْسْلاَمِ، فَقَاتَلَهُمْ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَمْسَوْا، ثم غَدَا عَلَيْهِمْ، فَلَمْ تَرْتَفِعِ الشَّمْسُ قَدْرَ رُمْحٍ حَتَّى فُتِحَتْ عَنْوَةً.

وَعَامَلَ اليَهُودَ عَلَى الأَرْضِ وَالنَّخْلِ، فَلَمَّا بَلَغَ أَهْلَ تَيْمَاءَ مَا وَاطَأَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ خَيْبَرَ وَفَدَكِ وَوَادِي الْقُرَى، صَالُحوُه، وَأَقَامُوا فِي أَمْوَالِهمْ، وَوَادِي الْقُرَى إِلَى المَدِينَةِ حِجَازٌ، مَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الشَّامِ. ثُمَّ انْصَرَفَ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّريقِ عَرَّسَ، وَقَالَ لِبِلاَلٍ: «اكْلَأْ لَنَا الفَجْرَ» ([1])، وَذَكَرَ الحَدِيثَ.

*****

دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الباقين إلى الإسلام، الدعوة هي التي يبدأ بها قبل القتال، فإن استجابوا، وإلا قاتلهم.

كما فعل في خيبر.

أهل تيماء وأهل فدك صالحوا الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقاتلوه، صالحهم صلى الله عليه وسلم.

وادي القرى من الحجاز، يعتبر من الحجاز، وما وراء وادي القرى يعتبر من الشام، مثل تبوك... إلى آخره.

«عَرَّسَ»؛ أي: نزل، التعريس أي: النزول آخر الليل.

عهد إلى بلال رضي الله عنه أن يوقظهم لصلاة الفجر، فبلال رضي الله عنه قد أخذه النوم، ولم يوقظهم إلا حر الشمس، وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (680).