فقال له صلى الله
عليه وسلم: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ
ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ
اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا،
خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ»
قوله: «رِسْلِكَ»؛
أي: التأني في المشي وعدم العجلة.
وقوله: «بِسَاحَتِهِمْ»؛
أي: قريبًا من حصنهم.
وقوله: «ثُمَّ
ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ»، هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أنه يدعو
الكفار عمومًا، وأهل الكتاب خصوصًا، يدعوهم إلى الإسلام قبل القتال، فإن أسلموا،
قبلهم، وإن أبوا الإسلام، قاتلهم.
وقوله: «وَأَخْبِرْهُمْ
بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ»؛ أي: لا يكفي أن تقول:
الإسلام طيب، وإن الإسلام فيه الخير. نعم هذا صحيح، لكن يجب بيان ما هو الإسلام،
فالدعوة إلى الإسلام تستدعي أن يبين للناس ما هو الإسلام، ولا يكتفي بلفظ الإسلام
فقط.
وقوله: «حُمْرُ
النَّعَمِ»؛ أي: من الإبل النفيسة.
رجل واحد إذا اهتدى
على يديك، فهذا فيه فضل الدعوة إلى الله عز وجل، وأنها مقدمة على الجهاد.
فذهب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وحاصر الحصن، ودعاهم إلى الإسلام، فأبوا، فقاتلهم، نصره الله عز وجل عليهم، وفتح الحصن، وتحققت فيه بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله صلى الله عليه وسلم: «يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ»، فهذا فيه من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.