وفيها: قتل سابه
صلى الله عليه وسلم.
وَقَولُهُ صلى
الله عليه وسلم: «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ»
([1])، مَعَ
قَولِهِ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ» ([2])، هَذَا
التَّحْرِيمُ قَدَرِيُّ شْرَعِيُّ سَبَقَ تَقْدِيرُهُ يَومَ خُلِقَ الْعَالَمُ،
ثُمَّ أَمْرُهُ عَلَى لِسَانِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام.
*****
الجواب عن ذلك: أنها حرم، لا يجوز
قسمتها؛ لأنها حرم للمسلمين عمومًا.
لأن الرسول صلى الله
عليه وسلم لما فرغ من فتح مكة، أمر بقتل الذين يسبون ويهجون الرسول صلى الله عليه
وسلم، وهم ابن خطل وجماعة معه ونساء كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر
بقتلهم ([3]). وكذلك ممن أمر الرسول بقتلهم: ابن أبي سرح من
الذين أسلموا ثم ارتدوا؛ وصار يهجو الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من جملة الذين
أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمهم، لكنه تاب إلى الله، وجاء به عثمان رضي الله
عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعفو
عنه، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ([4]). وأما ابن خطل، فإنه قتل ([5]).
مكة منذ أن خلقها الله عز وجل وهي حرم، ثم لما جاء إبراهيم الخليل عليه السلام أظهر هذه الحرمة، وبينها للناس، ولم يبتدئها هو.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (104)، ومسلم رقم (1354).