وَأَنَّ
الرَّجُلَ إِذَا نَسَبَ المُسْلِمَ لْكُفْرٍ أَو نِفَاقٍ مُتَأَوِّلاً عَضَبًا
للهِ لاَ لِهَوَاهُ، لَمْ يَأْثَمْ، وَأَنَّ الكَبِيرَةَ العَظِيمَةَ قَدْ
تُكَفَّرُ بِالحَسَنَةِ الكَبِيرَةِ؛ كَما قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ﴾
[هود: 114]، وَبِالعَكْسِ؛ لِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ﴾
[البقرة: 264].
وَلِقَولِهِ
تَعَالَى: ﴿أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ﴾
[الحجرات: 2].
*****
لأن عمر رضي الله
عنه قال: «دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ»، فوصفه بالنفاق، مع
أنه لا يجوز أن يقال للمؤمن: يا كافر، يا منافق، يا فاسق، يا عدو الله، لا يجوز
هذا. لكن إذا فعل هذا المسلم من باب الغيرة، وليس من باب الانتقام والتعبير، فلا
بأس بذلك، فالذي حمل عمر رضي الله عنه على هذا هو الغيرة، ولذلك لم يعاتبه الرسول
صلى الله عليه وسلم.
لأن فعل حاطب رضي
الله عنه هذا كبيرة، ولكن الله كفره بحسنة كبيرة، وهي شهوده لغزوة بدر، وقتاله مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وبالعكس»،
فالحسنة تبطلها السيئة.
الصدقة حسنة عظيمة، لكن يبطلها الإنسان بالمن، إذا تمنن بها وآذى المتصدق عليه، فإن هذا يبطل ثوابه، فدل على أن الحسنة العظيمة تكفر بالسيئة العظيمة، تحبط، تبطل بالسيئة العظيمة، فلا يحبط الإنسان أعماله؛ كما في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ﴾ [محمد: 33]، فالإنسان قد يبطل أعماله -والعياذ بالله-.