ثُمَّ قَرَّرَ
قِصَّةَ حَاطِبٍ، وَقِصَّةَ ذِي الخُوَيِصِرَةِ ([1])
وَأَمْثَالِهِ.
ثُمَّ قَالَ:
وَمَنْ لَهُ لُبٌّ يَعْلَمُ قَدْرَ هَذِهِ المَسْأَلَةِ، وَشِدَّةَ الحَاجَةِ
إِلَيهَا،
*****
قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا
تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ
أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ﴾ [الحجرات: 2]، تحبط
أعمالهم الصالحة، وهم صحابة، إذا رفعوا أصواتهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم،
وجهروا له بالقول.
قوله: «قرر»؛ أي:
قرر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، هذا كلام الشيخ المختصر رحمه الله.
وقوله: «ذي الخويصرة»؛
أي: الخارجي، الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم: يا رسول الله اعدل. قال: «وَيْلَكَ، مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ»
([2])، هذا ذو الخويصرة،
بذرة الخوارج -والعياذ بالله-.
ثم قال -أي: ابن
القيم في زاد المعاد-: «ومن له لب»؛ أي: عقل.
قوله: «يعلم قدر هذه المسألة»، وهي إذهاب الحسنات بالسيئات، والعكس، يعلم قدرها، فيحافظ على أعماله، وإذا أذنب، يأتي بحسنات تمحو السيئات؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا» ([3])، فيهتم الإنسان بنفسه ويهتم بعمله، فهذه مسألة عظيمة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6163)، ومسلم رقم (1064).