×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ثُمَّ قَرَّرَ قِصَّةَ حَاطِبٍ، وَقِصَّةَ ذِي الخُوَيِصِرَةِ ([1]) وَأَمْثَالِهِ.

ثُمَّ قَالَ: وَمَنْ لَهُ لُبٌّ يَعْلَمُ قَدْرَ هَذِهِ المَسْأَلَةِ، وَشِدَّةَ الحَاجَةِ إِلَيهَا،

*****

قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ [الحجرات: 2]، تحبط أعمالهم الصالحة، وهم صحابة، إذا رفعوا أصواتهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم، وجهروا له بالقول.

قوله: «قرر»؛ أي: قرر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، هذا كلام الشيخ المختصر رحمه الله.

وقوله: «ذي الخويصرة»؛ أي: الخارجي، الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله اعدل. قال: «وَيْلَكَ، مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ» ([2])، هذا ذو الخويصرة، بذرة الخوارج -والعياذ بالله-.

ثم قال -أي: ابن القيم في زاد المعاد-: «ومن له لب»؛ أي: عقل.

قوله: «يعلم قدر هذه المسألة»، وهي إذهاب الحسنات بالسيئات، والعكس، يعلم قدرها، فيحافظ على أعماله، وإذا أذنب، يأتي بحسنات تمحو السيئات؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا» ([3])، فيهتم الإنسان بنفسه ويهتم بعمله، فهذه مسألة عظيمة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6163)، ومسلم رقم (1064).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3610).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (1987)، والدارمي رقم (2833)، وأحمد رقم (21354).